منتدى أبو الزهراء صلى الله عليه وآله وسلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 #الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين &

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ممدوح الزليتنى

ممدوح الزليتنى


عدد المساهمات : 52

#الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين & Empty
مُساهمةموضوع: #الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين &   #الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين & Icon_minitimeالخميس فبراير 19, 2009 9:05 am

بسم الله والصلاة والسلا م علي رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله و وبعد :-

فهذابيان بعض الحجب التي تمنع الناس عن معرفة أولياء الله ، ليتبه لها العاقل فيخرقها كلّها ، ويصل إلى معرفتهم
، وبمعرفتهم يصل إليهم ، وبالوصول إليهم يصل إلى الله تعالى ، وهو غاية
المطلوب .

إعلم أخي الكريم أنّ الحُجُب التي تَحْجُب عن معرفة أولياء الله تعالى كثيرة ، منها:

الأول: شهود المماثلة ، وهو أشدّ حجاب يحجب عن معرفة الأولياء ، به حَجَبَ الله تعالى الأولين عن معرفة النبيئين ، قال سبحانه وتعالى : (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ)، وقال حاكيا عنهم : (قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا)

قال الشيخ تاج الدين بن عطاء الله في لطائف المنن :
وأشد حجاب يحجب عن معرفة أولياء الله تعالى شهود المماثلة ، وهو حجاب قد حجب الله به الأولين ، وقال سبحانه وتعالى حاكيا عنهم : (مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ تَشْرَبُونَ) ، وقال سبحانه وتعالى مخبرا عنهم : (أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُه) ، وقال عزّ وجلّ عنهم : (مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ) ، وإذا أراد الله تعالى أن يعرِّفك بِوَلِيّ من أوليائه طوى عنك بشريته ، وأشهَدَكَ وجود خصوصيته.

الثاني: حجاب المعاصرة ، لأنّ أكثر مَنْ عاصر وليّا يجحد ولايته ، وينكر عليه ، لِآفَتًَيْنِ ، إحداهما كراهة غالب الناس أن يكون لأحد من أهل عصرهم شرف عليهم بمنزلة أو إختصاص حسدا من عند أنفسهم .

قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني في أول طبقاته :
وإنما كان المعترف للأولياء والعلماء بتخصيص الله لهم وعنايته بهم واصطفائه لهم قليلا في الناس لغلبة الجهل بطريقهم ، واستيلاء الغفلة ، وكراهة غالب الناس أن يكون لأحدهم عليهم شرف بمنزلة واختصاص حسدا من عند أنفسهم.

قلت : وما ابْتُلِيَ بهذا الحجاب أحد مثل الفقهاء الذين يجمدون بعلم الفروع ، المسمى بعلم الفقه اصطلاحا.

قال الشيخ تاج الدين بن عطاء الله في لطائف المنن :
ولقد ابتلى الله سبحانه هذه الطائفة بالخلف ، خصوصا أهل العلم الظاهر ، فقَلَّ أن تجد منهم مَنْ شرح الله صدره للتّصديق بوليّ معيّن ، بل يقول لك : نَعَمْ ، نعلم أنّ الأولياء موجودون ، ولكن أين هم ؟ فلا تذكر له أحدا إلاّ وأخذ يدفع خصوصية الله فيه طلق اللسان باحتجاج عارٍ من وجود نور التصديق . فاحذر ممن هذا وصفه ، وفِرَّ منه فرارك من الأسد . أهـ .

الثالث: حصر الولاية على الإتّصاف بالأوصاف التي ذكرها المؤلفون في كرامات الأولياء ، وذكروا فيها شروط الولاية وضوابطها وقواعدها ، وكيف ينبغي أن يكون الشيخ الذي يُتَّخَذ شيخا ، وإذا سمع من لا دراية له بالأولياء وليا ، وكان ذلك السامع قد طالع تلك الكتب المؤلفة في كرامات الأولياء ، صوّر الوليَّ على نحو ما يسمع في تلك الكتب ، فإذا عَرَضَ تلك الصورة على أولياء زمانه شك فيهم أجمعين .
قال في الإبريز :
وكم مِن واحد سقط من هذا السبب ، فإنه إذا طالع الكتب المؤلفة في كرامات الأولياء صَوّر الوليَّ على نحو ما يسمع في تلك الكتب ، فإذا عرض تلك الصورة على أولياء زمانه شك فيهم أجمعين لِمَا يرى ويشاهد فيهم من الأوصاف التي لا تكتب في الكتب ، ولو أنه شاهد الأولياء الذين دُوِّنَتْ كراماتُهم قبل تدوينها لوجد فيهم من الأوصاف ما أنكره على أهل زمانه . وقد يبلغ الجهل بأقوام إلى إنكار الولاية عن كل موجود من أهل زمانه لِمَا استحكم في عقولهم من حصر الولاية ، وتحقيقها بالضوابط . فإذا نزّل تلك الضوابط على موجود من أهل زمانه وجَدَها لا تطابقه ، فينفي الولاية عنه ، ويصير حاصله أنه يؤمن بِوَلِيٍّ كلّي لا وجود له في الخارج ، ولَم يَدْرِ أنّ الولاية هي مجرد اصطفاء من الله لعبده ، ولا يقدر على ضبطها مخلوق من المخلوقات . قال : وقد وقع لبعض الفقهاء من أهل العصر معنا حكاية في هذا المعنى ، وذلك أنه أتى ببعض كتب القوم وهو يذكر فيه شروط الولاية وضوابطها ، وكيف ينبغي أن يكون الولي الذي يشيخ ، فقال لي : أردت منكم أن تسمعوا مِنِّي ما ذكره هذا الكتاب في الولاية ، وشروط الوليّ ، وقد فهمت إشارته ، وأنه أراد الإنكار على بعض من يُشار إليه بالولاية ، فأراد أن يقرأ عليّ ما في ذلك الكتاب . فإذا سلّمتُه ألْزمَني ما في باطنه من الإنكار والإعتراض على أولياء الله عز وجل ، فقلت له : لا تقرأ عليّ ما في هذا الكتاب حتى تجيبني عن سؤال ، فإذا أجبتني عنه فاقرأ عليّ ما شئت . أخبرْني عن مؤلف هذا الكتاب ، هل أحاط بخزائن الله وعطائه وملكه العظيم ، أو هو كما قال الخضر لموسى عليه السلام ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور بنقرته من البحر ؟ فإذا أحاط بملك الله وخزائنه فقولوه حتى أسمعه منكم . فقال : معاذ الله أن نقول ذلك . فقلت : وإن قلتم هو كما قال الخضر لموسى عليهما السلام فالسكوت خير له ، فإنّ مثاله كمثل نملة لها غُوَيْرٌ صغيرٌ تأوى إليه وتسكن فيه ، فخرجتْ عنه فوجدتْ حبة القمح ، ففرحت بها ، وأدخلتها في مسكنها ، وحَمَلَها الفرح على أن جعلت تصيح وتنادي : يا جميع النمل لا مأوى إلا ما عندي ، ولا خير إلا ما أنا فيه . فقلت له : إنّها تُتعِب حلقَها ، وتوجع رأسها بلا فائدة . فإنّ مَنْ عِلْمُهُ مِنْ عِلْمِ الله كنقرة العصفور من البحر ، كيف يَصِحّ منه أن يقطع على المولى الكريم ، ويقول له أنه لا يرحم إلا هذا ، ولا يفتح على هذا ، وليس هذا من الأولياء ، وضوابط الولاية لا تصدق على هذا ولا تطابقه ؟ وإذا كان الله تعالى يرحم العبد وهو على الكفر فيعطيه الإيمان ، ثم يفتح عليه من ساعته ، فأي قاعدة تبقى للولاية حينئذ ؟ وإذا قيل لك عن السلطان الحادث العاجز ، المُوَلّى على الناس إنه أغنى عبده الفلاني ، ومنع الحر الفلاني ، وخلع على اليهودي الفلاني كذا وكذا ، فإنك لا تستبعده لأنك تعتقد أنه لا منازع له في ملكه ، وإذا كنتَ تعتقد هذا في المَلِكِ الحادث ، فكيف تمنع المَلِكَ القديم سبحانه مِنْ ذلك بضوابطك وقواعدك ، وإنك تعتقد أنه فعال لما يريد ، وأنه غالب على أمره ؟ فقال الفقيه : هذا الذي قلتم صواب . والله إنه لَحقٌّ . وطوى كتابه وقال : إنْ قُلنا أنّ هؤلاء المؤلفين أحاطوا بالله فبئس ما قلنا . إنهم لم يحيطوا بالنزر منه ، فلا ينبغي لنا أن نحجر على الله بقواعدهم ، فلَوْ سكتوا لكان خيراً لهم ، والمهديّ مَن هداه الله ، وكم مِن مهديّ هُدِيَ قبل أن تكون هذه القواعد والضوابط والله الموفق .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ممدوح الزليتنى

ممدوح الزليتنى


عدد المساهمات : 52

#الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين & Empty
مُساهمةموضوع: رد: #الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين &   #الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين & Icon_minitimeالخميس فبراير 19, 2009 9:14 am

الرابع: ظنّهم أن الولي موصوف يوصف من أوصاف الربوبية ، وهو أنه يفعل ما يشاء ، ولا يلحقه عجز ، وبوصف من أوصاف النبوّة ، وهو العصمة ، وإذا رأوا وليّا دعا ولم يُستجَبْ له ، أو رأوا ولدَه على غير طريق الشرع ، أو امرأته لا تتقى الله ، قالوا ليس بوليّ ، إذْ لو كان وليّا لاستجاب الله دعاءه ، ولو كان وليّا لأصلح أهلَ داره .

وفي الإبريز :
وسمعته رضي الله تعالى عنه يقول : إنّ الذين ألّفُوا في كرامات الأولياء رضي الله تعالى عنهم ، وإنْ نفعواالناسَ مِن حيث التعريف بالأولياء ، فقد ضروا بهم كثيرا من حيث اقتصروا على ذكر الكرامات . على أنَّ الواقف على كلامهم ، إذا رأى كرامةً على كرامةٍ ، وتصرّفاً على تصرّفٍ ، وكشفاًعلى كشفٍ ، توهّم أنّ الوليّ لا يعجِز في أمر يُطلَب فيه ، ولا يصدر منه شيء من المخالفات ولو ظاهرا ، فيقع في جهل عظيم لأنّه يظن أنّ الولي موصوفٌ بِوصْفٍ من أوصاف الربو بية ، وهو أنه يفعل ما يشاء ، ولا يلحقه عجز ، وبوصفٍ من أوصاف النبوّة وهو العصمة ، والأمر الأوّل من خصائص الربوبية ، ولم يعطه الله لرسله الكرام فكيف بالأولياء ؟ قال الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم : (لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ)، وقال : (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاء)، وقال صلى الله عليه وسلم : « سألت ربّي اثنين فأعطانيهما وسألته اثنين فمنعنيهما ، قال تعالى : (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ) فقلت : أعوذ بوجهك ، فقال : قد فعلت ، فقال : (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُم) فقلت : أعوذ بوجهك ، فقال : قد فعلت ، فقال : (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا) فقلت : أعوذ بوجهك ، فقال : قد سبق القضاء ، فقال : (وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) فقلت : أعوذ بوجهك ، فقال : سبق القضاء . »
وقال تعالى في سؤال نوح نجاة ابنه من الغرق : 0وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)، وقال تعالى : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئًا)، والناس اليوم إذا رأوا وليا دعا ولم يستجب له ، أو رأوا ولده على غير طريق الشرع ، وامرته لا تتقى الله قالوا ليس بوليّ إذ لو كان وليا لاستجاب الله دعاءه ، ولو كان وليّا لأصلح أهل داره ، ولا يظنون أن الولي يصلح غيره وهو لا يقدر على إصلاح نفسه . قال تعالى : (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ)
والأمر الثاني ، وهو العصمة ، فهو من خصائص النبوّة ، والولاية لا تزاحم النبوّة ، قال رضي الله تعالى عنه : والخير الذي يظهر على يد الولي إنما هو من بركته عليه الصلاة والسلام ، إذِ الإيمان الذي هو السبب في ذلك الخير إنما وصل إليه بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم ، أما ذات الولي فإنها كسائر الذوات ، بخلاف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإنهم جُبِلوا على العصمة ، وفُطِروا على معرفة الله تعالى وتقواه ، بحيث أنهم لا يحتاجون إلى شرع يتبعونه ، ولا إلى معلم نبيه يستفيدون منه ، والحق ساكن في ذواتهم ، وحرف النبوة الذي طبعوا عليه يسلك بهم المنهج القويم ، والصراط المستقيم . قال رضي الله تعالى عنه : ولو أن الناس الذين ألّفوا في الكرامات قصدوا إلى شرح حال الولي الذي وقع التأليف فيه ، فيذكرون ما وقع له بعد الفتح من الأمور الباقية الصالحة ، والأمور الفانية ، لَعَلِمَ الناسُ الأولياء على الحقيقة ، فيعلمون أنّ الوليّ يدعو تارة فيستجاب له ومرة لا يستجاب له ، ويريد الأمر ، فتارة يُقضَى وتارة لا يقضى ، كما وقع للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام . ويريد الوليّ بأنه تارة تظهر الطاعة على جوارحه ، وتارة تظهر المخالفة عليها كسائر الناس ، وإنما امتاز الوليّ بأمر واحد ، وهو ما خصه الله تعالى به من المعارف ، ومنحه من المفتوحات . ومع ذلك فالمخالفة إنْ ظهرتْ عليه فإنما هي بحسب ما يظهر لنا لا في الحقيقة ، لأن المشاهدة التي هو فيها تأبى المخالفة ، وتمنع المعصية منعا لا ينتهي إلى العصمة حتى تزاحم الولاية النبوّة ، فإن المنعَ من المعصية ذاتي في الأنبياء ، عرَضيّ في الأولياء ، فيمكن زواله في الأولياء ولا يمكن زواله في الأنبياء ، وسرّه ما سبق ، وهو أنّ خير الأنبياء من ذواتهم ، وخير الأولياء من غير ذواتهم ، فعصمة الأنبياء ذاتية ، وعصمة الأولياء عرضية . فإن العارف الكامل إذا وقعت منه مخالفة فهي صورية غير حقيقية ، قَصَدَ بها امتحان من شاهدها واختباره ، ولذلك أسرار ، فنطلب من الله أن يوفّقنا للإيمان بأوليائه كما وفّقنا للإيمان بأنبيائه عليهم الصلاة والسلام . قال رضي الله تعالى عنه : ومن علِم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في أكله وشربه ونومه ويقظته ، وجميع أحواله في بيته ، وعلِم سيرته في حروبه وغزواته ، وكيف يُدال له مرّة ويُدال عليه أخرى ، وكيف يطلب منه أناس قوما من أصحابه ثم يذهبون ويغدرون بهم كما في غزوة الرجيع وغزوة بئر المعونة ، وعلِم ما وقع في قصة الحديبية وغيرها ، ولكل ذلك أسرار ربانية أطْلَعَ الله عليها نبيّه هانت عليه معرفة الأولياء . ولا يستكثر ما يراه على ظواهرهم من الأمور الفانية ، والأوصاف البشرية ، والله تعالى الموفق .

الخامس: كون الولي مُقاما في الأسباب ،
قال في لطائف المنن أيضا ، حاكيا عن الشيخ رضي الله تعالى عنه :
لكل وليّ حُجُبٌ ، وحجابي الأسباب .

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ممدوح الزليتنى

ممدوح الزليتنى


عدد المساهمات : 52

#الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين & Empty
مُساهمةموضوع: رد: #الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين &   #الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين & Icon_minitimeالخميس فبراير 19, 2009 9:17 am

السادس: تصوير الولي في الذهن عند سماع اسمه قبل الإجتماع به ،

قال في الإبريز أنه سمع شيخه رضي الله تعالى عنهما يقول :
إن الرجل قد يسمع بالولي في بلاد بعيدة فيصوره لنفسه على صورة تطابق الكرامات التي تُنْقل عنه ، فإذا وَجَدَه على غير تلك الصورة التي سبقت في ذهنه وقع له شك في كونه هو ذلك الولي ، ثم ذكر رضي الله تعالى عنه أن رجلا من الجزائر سمع بوليّ في فاس ، ونُقِلَتْ إليه عنه كراماتٌ ، فصوّره في نفسه في صورة شيخ كبير له هيئة عظيمة ، فارتحل إليه لينال من أسراره . فلما وصل مدينة فاس ، سأل عن دار ذلك الولي فدُلَّ عليها ، وكان يظن أن للولي بوّابِين يقفون على باب داره ، فدقّ البار ، فخرج الوليّ ، فقال القاصد : ياسيدي أريد منكم أن تشاوروا على سيدي الشيخ ، فظن أن الخارج إليه بواب ، فقال له الولي : الذي قصدتَه من بلادك ، وسرتَ إليه مسيرة شهر أو أكثر هو أنا لا غيري ، فقال : يا سيدي أنا رجل غريب ، وجئت إلى الشيخ بشوق عظيم ، فدلَّنِي عليه يرحمك الله ، وذلك أنه نظر إلى الوليّ فلم يجد عليه إشارة ، ولا صورة عظيمة ، فقال له ذلك الولي : يا مسكين أنا هو الذي تريد ، فقال القاصد : ألم أقل لكم إني غريب ، وطلبت منكم أن تدلّوني على الشيخ ، وأنتم تسخرون بي ، فقال له الولي : الله بيننا إن سخِرْنا بكم ، فقال له القاصد : الله حسبك ، وانصرف حيث وجدهُ على غير الصورة التي صوره في فكره . أهـ .

السابع: كثرة الغنى وانبساط الدنيا عليه .

قال في الإبريز:
رُوِيَ أنّ رجلا من الصالحين كان يتعبد في خلاء ومعه تلامذته ، وكان عنده أسد يركبه ، وحيّة يقيِّد بها الأسد ، وكان له أخ كثير الأموال ، مشيد البنيان ، وكان العابد في الخلاء يرسل إلى أخيه ويقول له إلى متى وأنت في الدنيا ، وفي شغل عن الله تعالى . وأرسل إليه يوما بعض تلاميذه ، فوجدوه يشتغل في أمواله ، وعليه مفاخر الثياب ، فرجعوا إلى شيخهم ولم يبلغوا رسالته ، وقالوا له : ما أرسلتنا لأحد ، فقال لهم : إئتوني بالأسد . فركب أسده ، وجعل حيّته عصا يضرب بها الأسد ، ومضى مع تلاميذه حتى أتوه . فبنى لهم بيتا بإزاء الحيّ ، وقال لأهله : أرسلي إليهم طعاما ، وزيّني الجواري اللاتي يحملنه ، ففعلتْ . فلما رأى العابد الجواري قال في نفسه والله إنهن لَحِسَانٌ ، لولا أنّ فيهنّ شغلا عن الله . فأرسل بعض تلاميذه إلى الأسد ، فحمل عليهم الأسد والأسود ، ففروا منهما ، ومضى بنفسه إليهما فَفَعَلاَ به ما فَعَلاَ بالتلاميذ ، فجاء أخوه فقبض بِأُذُنِ الأسد وضربه ، وأخذ الأسود وقال لهما : أَبِزَلَّةٍ واحدةٍ تأخذان أخي ؟ وقال لأخيه العابد : إفتَتَنْتَ بِجَوَارٍ يَحملْن الطعام ، فكيف بسيدتهنّ ؟ وقال له : إمضي بتلاميذك ، فلا يصحّ لكم إلاّ الخلاء ، وليس الشأن في قتل الحيّة ، وإنما الشأن في إمساكها وهي حيّة .

وقال في لطائف المنن :
وقد يكون حجاب الولي كثرة الغنى وانبساط الدنيا عليه ، وقد قال بعض المشايخ رضي الله تعالى عنهم : كان بالمغرب رجل من الزاهدين في الدنيا ، ومن أهل الجدّ والإجتهاد ، وكان عيشه مما يصيده من البحر ، وكان الذي يصيده يتصدق ببعضه ويتقوت ببعضه . فأراد بعض أصحاب هذا الشيخ أن يسافر إلى بلد من بلاد المغرب ، فقال له الشيخ : إذا دخلت إلى بلدة كذا ، فاذهب إلى أخي فلان فاقرئه منّي السلام ، وتطلب الدعاء لي منه ، فإنه ولي من أولياء الله تعالى . قال : فسافرت حتى قدمت تلك البلدة ، فسألت عن ذلك الرجل فدللت على دار لا تصلح إلاّ للملوك ، فتعجبت من ذلك وطلبته ، فقيل لي : هو عند السلطان ، فزاد تعجّبي . فبَعْدَ ساعة إذا هو قد أتى في أفخر ملبس ومركب وكأنه ملك في موكبه ، قال : فزاد تعَجّبي أكثر من الأول ، فهممتُ بالرّجوع وعدم الإجتماع به ، ثمّ قلت لا يمكنني مخالفة الشيخ ، فاستأذنت فأُذِنَ لي ، فلما دخلت ، رأيت ما هالني من العبيد الخدم والشارة ، فقلت له : أخوك فلان يسلّم عليك ، قال جئتَ مِنْ عنده ؟ قلت : نعم ، قال : إذا رجعتَ إليه فقل له إلى كم اشتغالك بالدنيا ، وإلى كم إقبالك عليها ، وإلى متى لا تنقطع رغبتك فيها ، فقلتُ : والله هذا أعجب . فلما رجعتُ للشيخ قال : إجتمعتَ بأخي فلان ؟ قلتُ : نعم ، قال : فما الذي قال لك ، قلت : لا شيء ، قال : لا بدّ أن تقول ، فأعدْتُ عليه . قال : فبكى طويلا ، وقال : صَدَقَ أخي فلان ، هو غسل الله قلبَه مِنَ الدنيا وجعلها في يديه ، وعلى ظاهره ، وأنا آخذها من يدي ، وعندي إليها بقايا التطلع
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ممدوح الزليتنى

ممدوح الزليتنى


عدد المساهمات : 52

#الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين & Empty
مُساهمةموضوع: رد: #الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين &   #الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين & Icon_minitimeالخميس فبراير 19, 2009 9:21 am


الثامن:اعتقادهم أنّ الأولياء لا يكونون إلاّ في القفار والصحاري ، ولا يكونون مختلطين بالناس ، مُمَاثِلِيهِم في الأمور المباحة . وبعضهم يعتقد ويجوز وجود الأولياء بين الناس لكنه يعتقد أنّ الكائنين في الصحاري والكهوف أكمل . وبعضهم يعتقد أن الإنسان لا يكون وليّا إلاّ إذا كان في الخلوات ، وأما إذا كان منغمسا في الناس فإنه ليس بِوَلِيٍّ قطعا ،

قال في لطائف المنن :
العلماء إذا رأوا إنسانا ينتسب إلى طريق الله جاء من البراري والقفار أقبلوا عليه بالتعظيم والتكريم ، وكَمْ من بَدَلٍ ووليّ بين أظهرهم فلا يلقون إليه بالا ، وهو الذي يحمل أثقالهم ، ويدفع الأغيار عنهم . فمَثَلهم في ذاك كمَثَل الوحش يدخل فيهم ، فيحيط الناس به متعجّبين به لتخاطيط جلده ، وحسن صورته ، والحمُر التي بين أظهرهم ، التي تحمل أثقالهم ، لا يلتفتون إليها . أهـ .

وقال في الإبريز :
أنه كان يتكلم مع شيخه عبد العزيز بن مسعود الدبّاغ رضي الله تعالى عنهما ، قال : فذكرت له تعظيمَ الناس للعباد المنقطعين في الكهوف وجزائر البحر ، ومدحتهم كثيرا ، وقلت أنهم انقطعوا لعبادة الحق سبحانه ، وتجرّدوا من جميع الأغيار . قال رضي الله تعالى عنه : أحكي لكم حكاية فاسمعوها ، والله حسبي وسائلي إن زدتُ فيها شيئا ، فقلتُ : معاذ الله أن يقع ذلك في أوهامنا ، أو يهجس في خواطرنا ، قال رضي الله تعالى عنه : كنت ذات يوم في المصلّى بباب الفتوح مع الشيخ سيدي منصور ، فبدا لنا أن نذهب إلى جزيرة في البحر الكبير الذي يضرب في مدينة سلا ، قال : فذهبنا إليها ، فإذا هي جزيرة فيها قدر ميل ، وفيها عينان من الماء العذب ، ووجدنا فيها رجلا يعبد الله تعالى وسنه نحو الأربعين سنة ، وفيها بيوت منحوتة من الحجر ، وفي وسط البيوت بيوت صغار كهيئة البيوت الصغار التي في داخل الحمام ، قال : ولا أدري مَنْ نَحَتَها ، لأنّ الموضعَ بعيدٌ من العمران جدّا ولا تبلغه السفن بوجه ولا بحال ، وقد تبلغه السفن أحيانا ، وفيها من الأشجار نوع يشبه ثمرة اللوز إلاّ أنه يخالفه ، ونوع آخر يشبه شجر التغزاز المعروف عندنا إلاّ أنه أقصر منه ، وله ورَقٌ عريض أخضر دائما . فنظرتُ إلى الرجل ، وإذا قُوتُهُ ذلك التمر الذي يخرج من ذلك النوع الشبيه باللوز ، وذلك الورق الأخضر الذي في النوع الآخر الشبيه بالتغزاز ، وهو قُوتُهُ دائما . ونظرنا إلى لباسه ، فإذا هو قد عَمَدَ إلى قضبان ذلك النوع الشبيه بالتغزاز ، وهي قضبانٌ رِقَاقٌ ، فضفر بعضها مع بعض حتى جعل منها مثل الحزامة فاحتزم بها وستر عورته ، والباقي بلا ستر . فكلّمناه وقلنا له : كَمْ لك في هذا الموضع ؟ فقال : لي فيه نحو الأربعين سنة ، فقلنا له : سِنُّكَ كلّها قدر الأربعين ، فمتى جئتَه ؟ فقال : جئتُه مع أبي ولي نحو من الخمس سنين وأنا صبي صغير ، فبقيتُ مع أبي نحو الخمس والعشرين سنة حتى مات ، فدفنته هناك ، فقلنا له : أرِنَا قبره لنزوره ، فأرانا قبره ، فدعونا له ، ثمّ جعلْنا نتكلم معه ، فوجدنا لسانه ثقيلا جدا لِقِلَّةِ مخالطة الناس وهو صغير ، ووجدناه يتكلم بالعربية لأنه من القوم المجاورين لتونس ، وهم يتكلمون بالعربية ، فسألناه عن الإيمان ، فوجدناه يعرف الله ، إلاّ أنه يعتقد الجهة فنهيناه عن ذلك وبَيَّنَّا له الصواب ، ووجدناه يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، وأنه سيّد الأولين والآخرين ، ويعرف أبا بكر رضي الله تعالى عنه ، ويعرف فاطمة بنت الرسول عليه الصلاة والسلام ، وسألناه عن ابنها سيدنا الحسن فلم نجده يعرفه ، وسألناه عن شهر رمضان فما وجدناه يعرفه ، وذكَر أنه يصوم ثلاثين يوما ولكنها مُفَرّقة في السنة ، فبَيّنّا له وجوب صوم رمضان ، وعَيَّنّا له موضعَه مِنَ السنة ، وسألناه عمّا يحفظ من القرآن فلم نجده يحفظ منه سوى الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم الذين أنعمت عليهم ، هكذا يحفظ هذا القدرَ مُصَحّفا ، فقلنا : وما عبادتك ؟ قال : الركوع والسجود لله عزّ وجلّ ، فقلنا له : وهل تنام ؟ فقال : أنام عند سقوط الشمس للغروب إلى أن يظلم الحال ، وما عدا ذلك كله ركوع وسجود ، فقلت له : هل لك أن تخرج إلى بلد الإسلام وتعاشر أهله ، فإنك على دينهم ، وتؤمن بنبيّهم صلى الله عليهم وسلم ، فقال : نعم أنا مسلم من جملة المسلمين ، لكنّي لا أخرج عن موضعي هذا حتى أموت . قال : وكنّا إذا كلمناه وقرّبنا منه عند الخطاب بَعَدَ منّا لعدم ألفه بالناس ، قال : وهو لا يطيق إنْ أكلَ مِنْ طعامنا ، ولا تطيقه ذاته لطول ألفها بغيره ، قال : فنظرنا فإذا نحو قدر مُدٍّ من الريال عنده وفيه بعض المثاقيل من الذهب ، فقلت له : من أين لك هذا ؟ فقال : أرباب السفن يأتون بعض الأحيان إلى هذه الجزيرة فيرونني فيعطوني شيئا من الريال والدنانير بقدر الزيارة والتبرك ، ويطلبون منّي معروفا فادعوا لهم وينصرفون ، فقلنا له : أعْطِنا هذه الدنانير والريالات ، لا حاجة لك بها لأنك لا تنوي أن تبني بها دارا ، ولا أن تتزوج بها ، ولا أن تكتسي بها ، فما لك بها من حاجة فنأخذها نحن فلنا بها حاجة ، فأبى وقال : دراهمي لا أعطيها لكم . قال : وبقينا معه ساعة طويلة بقصد أن نُعلِّمَه شرائع الإسلام ، ثمّ ودّعناه وانصرفنا . فلما رآنا نمشي على ظهر الماء بأرجلنا ولا يصيبنا من الماء شيء ، ولم يحصل لنا غرق ، جعل يستعيذ بالله منّا ، وظنّ أنّنا من الشياطين . قال رضي الله تعالى عنه : وهو إلى الآن في جزيرته في قيد الحياة ، وذلك في الثاني من ذي الحجّة مكمّل سبعة وعشرين ومائة و ألف . قال الشيخ أحمد بن مبارك قلت : وفي هذه الحكاية مواعظ ، الأولى : معرفة النعمة الحاصلة لنا في مخالطة المؤمنين ، فإن ذلك يوصلنا إلى معرفة شرائع الإسلام وأحوال النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته وسيرة أصحابه رضي الله تعالى عنهم ، وكيف كان زمانه صلى الله عليه وسلم وزمان أصحابه رضي الله تعالى عنهم ، إلى غير ذلك من الأمور التي يزيد بها الإيمان ، فإن هذا الرجل لمّا فاتته مخالطة أهل الإسلام فاتته معرفة هذه الأحوال حتى قلت لشيخنا رضي الله تعالى عنه : لقد أضرَّ به أبوه الذي قدم به إلى هذه الجزيرة وقطعه عن أهل الإسلام ، ولو تركه لكان خيرا له وأسعد به ، فقال : صدقت ، فهاهنا تعزّ قيمة المؤمنين ولو كانوا عصاة ، فإنّ معرفتهم بالدين وشرائع الإسلام لا يَعْدِلُهَا شيء ، فالحمد لله على مخالطة أهل الإسلام ، ومزاحمتهم في الأسواق ونحوها ، ولا سيما المزاحمة في مواطن الخير ، ولهذا يقول الشيخ مولانا عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه : إنّ النظر في وجوه المؤمنين يزيد في الإيمان . الثانية : معرفة النعمة التي أنعم الله بها علينا في الأكل والشرب والكسوة والنوم والراحة والنكاح والتناسل وغير ذلك من النِّعم التي حُرِمَهَا هذا المتعبِّد ، فإنه كما حُرِم معرفةُ هذه النعمة حُرِم هذه النِّعَمُ أيضا ، ولو خالط أهل الإسلام لتنعّم بهذه النّعم ، ولشكر الله عليها ، وكان شكره عليها موفيا وقائما بعبادته في تلك الجزيرة طول عمره . الثالثة : ما يغترّ به كثير من الناس في أمر المنقطعين في الفلوات والخلوات ، واعتقادهم الكمال فيهم ، وأنّ المقام الذي يبلغونه لا يبلغه الأولياء المنغمسون في الناس . إنتهى

،

قال في لطائف المنن :
فمنهم من كان حجابه ظهوره بالسطوة والعزة ، والنفوس لا تحتمل مَنْ هذا وصفه . وسبب ظهور ذلك الولي بذلك تجلّي الحق عليه به بصفة ظَهَرَ بها ، فإذا غلبتْ عليه شهودا ، غلبت عليه تلك الصفة ظهورا ، فلا يصحبه ولا يثبت معه إلاّ مَنْ مَحَقَ الله نفسَه وهواه . ومن هذا الصنف كان شيخنا ومولانا أبو العباس رضي الله تعالى عنه ، لا تجلس بين يديه إلاّ والرعب قد ملأ قلبك ، ومَنْ خلَّصَهُ الله مِنْ نفسه وهواه فلا يستغرب ظهوره بالعزّ . فأي ملك أعظم من هذا الملك ؟ هذا ملك أعوز الملوكَ وجودُه ، أفلا ترى أنه لم يزل في كل قطر وعصر أولياء تذلّ لهم ملوك الزمان ، ويعاملونهم بالطاعة والإذعان ؟ .

وقال في كشف القناع :
ومنها ـ يعني ومِنَ الظنون السيئة ـ مبادرتك إلى الإنكار على مَنْ تراه من العلماء والصالحين ذا عزّة وسطوة ، فرُبَّما كان حجابه عن الخلق بذلك . وفي كلامهم : لكل وليّ ستر أو أستار ، فمنهم من يكون ستره بظهور العزة والسطوة والقهر على حسب ما يتجلى الحق تعالى لقلبه ، فيقول الناس حاشا أن يكون هذا وليّا وهو في هذه النفس ، وغاب عنهم أنّ الحق إذا تجلّى لقلب عبد بصفة القهر كان قهارا ، أو بصفة الإنتقام كان منتقما ، أو بصفة الرحمة والشفقة كان رحيما ، وهكذا ، ثم لا يصحب ذلك الولي أو ذلك العالم الذي ظهر بمظهر العز والسطوة والإنتقام من المريد والطلبة إلاّ مَن مَحَقَ الله نفسَه وهواه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ممدوح الزليتنى

ممدوح الزليتنى


عدد المساهمات : 52

#الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين & Empty
مُساهمةموضوع: رد: #الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين &   #الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين & Icon_minitimeالخميس فبراير 19, 2009 9:24 am

العاشر:كثرة التردد إلى الملوك والأمراء في حوائج عباد الله ،

قال في لطائف المنن :
ومنهم مَن يكون حجابه التردّد إلى الملوك والأمراء في حوائج عباد الله ، فيقول قصير الأدراك لو كان هذا وليّا ما تردّد إلى أبناء الدنيا ، وهذا جور من قلبه ، بل أنظر تردّده إليهم إنْ كان لأجل عباد الله وكشف الضرر عنهم ، وتوصيل ما لا يستطيعون توصيله ، مع اليأس والزهد مما في أيديهم ، والتعزّز بالإيمان وقت مجالستهم ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، فلا حرج على مَن هذا شأنه لأنه مِن المحسنين ، وقد قال الله تعالى : (مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيل) ، وهكذا كان شيخ شيوخنا ، القطب الكبير ، أبو الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه ، حتى لقد سمعت الشيخ الإمام ، مفتي الأنام ، تقي الدين محمد بن علي القشيري يقول : جَهْلُ الناسِ ووُلاّةِ الأمر بِقَدْرِ الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه كثرةُ تردّده إليهم في الشفاعات . ويجب أن تعلم أن هذا الأمر لا يقوى عليه إلاّ عبد متخلّق بخلق الله تعالى ، قد بذل نفسه وأذلّها في مرضاة الله ، وعَلِمَ وسع رحمة الله فعامل بالرحمة عبادَ الله متمثّلا في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الراحمون يرحمهم الرحمن إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء » . ولقد يكون الرجل بين أظهرهم فلا يُلْقُون إليه بالا ، حتى إذا مات قالوا لو كان فلان ، وربما دخل في طريق الرجل بعد وفاته أكثرُ مما دخل في حياته .

الحادي عشر:الإعتقاد الجاري عند من لم يكن له إلمام بمعرفة مقامات الأولياء ومشاهدهم ، وهو اعتقادهم أنّ كلّ من رآه لا يفرّق أمواله لعباد الله بخيل ، والبخل يخالف الولاية ، فينفون عنه الولاية بظنهم أنه بخيل وهو بريء منه .

قال في لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية :
إعلم يا أخي ، أنّ من الأولياء من لم يجعل الله على يديه شيء من أرزاق الخلائق لإقامته في حضرة اسمه المانع ، فيقول الناس حاشا أن يكون هذا من أولياء الله تعالى فإن شرط الولي السخاء والكرم ، ولو كان من أولياء الله تعالى لكان كريما سخيا ، وذلك لا يقدح في كمال ولاية الولي ، لأنه لم يمنع ذلك بخلا وإنما هو يودّ أن لو جعل الله على يديه رزقا لأحد وأعطاه له ، والإثم إنما هو في حقّ من يمنع شحّا وبخلا في الطبيعة ، وأمّا من يمنع لحكمة فلا إثم عليه ، إذِ الأولياء على الأخلاق الإلهية درجوا ، وقد سمّى الله نفسه المانع ولم يُسَمِّ نفسه بخيلا . وربما كان الولي الذي ليس له سفرةً ، ولم يُطعِم لقمةً أحدا ، أعلى في المقام ممّن سفرتُه ممدودةٌ ليلا ونهارا ، وقد قدمنا قبل هذا العهد قريبا أنّ مِن عباد الله الكمّل قوما حماهم الله تعالى من مشاركة الحق تعالى في خطور مِنَّتِهِمْ على أحد من خلقه ، فلذلك لم يجعل على أيديهم رزقا لأحد يتميّزون فيه على أقرانهم خوفا أن يخطر على بالهم المنّة على أحد منهم ولو في حال العطاء فقط ، ورأوا أن سلامتهم من مزاحمة الله تعالى في المنة أرجح من ذلك العطاء ، كما هو مشهد الكمل من الملامتية في تركهم كثيرا من النوافل التي يرى العبد بها أنه قد وفّى بحق الربوبية وزاد عليه ، فافهم .

وقال في تنبيه المغترين : ومن أخلاقهم كثرة السخاء والجود، وبذل الأموال ، ومواساة الإخوان في حال سفرهم وفي حال إقامتهم ، إلى أن قال ، قلت : مِنْ أسماء الله تعالى المانع ، فيمنع سبحانه وتعالى مَن سأله حاجة لحكمة لا لبخل ، تعالى الله عن ذلك ، فما نُقِلَ عن بعض الأكابر من أنْ مَنَعَ السائلَ فهو لحكمة لا لبخل ، تخلّقا بأخلاق الله عزّ وجلّ ، فليفهم . أهـ .


الثاني عشر:قبولهم من الخلق ،

قال في لطائف المنن :
ومِنْ حُجُبِ أولياءِ الله قبولُهم مِنَ الخلق ، فإذا قَبِلَ الرجلُ ما يُعْطَى صغُر عند الخلق ، وهم لا يكبر عندهم إلاّ مَن لم يَقْبَلْ من دنياهم ، ومَنْ إذا أُعطِيَ ردَّ عليهم ، وأبى من القبول . ولعلّ فاعل ذلك إنما فعله تزويقا وزبرجة ، واستئلافا لقلوب العباد ليتوجهوا بالتعظيم عليه ، ولتنطق الألسن بالثناء عليه .
وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه : من طلب الحمد من الناس يترك الأخذ منهم ، وإنما يعبد نفسه وهواه وليس من الله في شيء . أهـ .

الثالث عشر:وقوع زلّة ممّن تزيّا بِزيّهم ، وانتسب إلى مثل طريقهم .

قال في لطائف المنن أيضا :
وقد يصدّ عقولَ العوامّ عن أولياء الله تعالى وقوعُ زلّة ممّن تزيّا بزيّهم ، وانتسب إلى مثل طريقهم . والوقوف مع هذا حرمان لمن وقف معه
وقد قال سبحانه وتعالى : وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (27) ، فمن أين يلزم إذا أساء واحد من الجنس ، أو ظهر عليه عدم صدقه في طريقه ، أن يكون بقية أهل تلك الطريق كذلك ؟ وقد أنشد الشيخ علم الدين الصوفي بنفسه في هذا المعنى :


إسْتِتَارُ الرّجالِ في كل أرض تحت سوء الظنون قدر جليل ما يضرّ الهلالَ في حندس اللي ل اسودادُ السّحاب وهو جميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ممدوح الزليتنى

ممدوح الزليتنى


عدد المساهمات : 52

#الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين & Empty
مُساهمةموضوع: رد: #الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين &   #الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين & Icon_minitimeالخميس فبراير 19, 2009 9:33 am

هذا الموضوع منقول عن بعض الإخوة الصالحين بارك الله فيه , وقد كان في منتدي فرشوط مكتوبا فحذفه بعض أصحاب القلوب المظلمة , وبعد رقم ثمانية تجد عشرة هكذا بالأصل , وأردت أن أكتبه متصلا لكن نظام المنتدي التقنى لا يحتمل المقال الطويل فقسطتهه , والله تعالي أسأل أن ينفع به آمين 0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمرابوعرام




عدد المساهمات : 104

#الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين & Empty
مُساهمةموضوع: لاحرمنا الله منك ولا من نفحاتك يا شيخنا الجليل بارك الله فيك   #الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين & Icon_minitimeالسبت فبراير 21, 2009 8:38 am

والله اسعدتنا مقالاتك هذه جدا بارك الله فيك وفتح عليك وبك ياشيخ ممدوح وان شاء الله نطلب منك المزيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
#الحجب التي تمنع الناس رؤية أولياء الله الصالحين &
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فى خلوات الصالحين الشيخ المربى حسين محمد حسين خلف الله من عمرابوعرام
» فى خلوات الصالحين الشيخ المربى حسين محمد حسين خلف الله من عمرابوعرام الجزء الثانى
» فى خلوات الصالحين الشيخ المربى حسين محمد حسين خلف الله من عمرابوعرام الجزء الثالث
» فى خلوات الصالحين الشيخ المربى حسين محمد حسين خلف الله مع الشيخ ممدوح الزليتنى لقاء نادر ومهم من عمرابوعرام
» من اروع الصور الشيخ الزليتنى فى روضة رسول الله صلى الله علية وسلم من عمرابوعرام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى أبو الزهراء صلى الله عليه وآله وسلم ::  ®! المنتدى العامے !®  ::  ¤• المنتدى العام •¤ -
انتقل الى: