الطريقه «الفرغلية الأحمدية»..

«الفرغلية الأحمدية».. ولدت في قلب الصعيد قبل ٥٠٠ عام.. وعرفها الوجه البحري منذ ٥٠ 0 عاما

احتفال الفرغلية الأحمدية

قبل ما يزيد علي ٥٠٠ سنة، وتحديداً في عام «٨٤٢ هـ»، انتقل الشيخ محمد بن أحمد الفرغلي من شبه الجزيرة العربية، إلي اليمن، ومنها إلي مصر، حيث استقر به المقام في مدينة أبوتيج بأسيوط، وهناك أسس الطريقة الفرغلية الأحمدية، وصار واحداً من أقطاب علم التصوف الإسلامي.
ينتسب الشيخ الفرغلي إلي آل بيت رسول الله، فهو ابن أحمد الفرغلي الذي يصل نسبه إلي الحسن بن سيدنا علي بن أبي طالب، ومن الصعيد أسس لنفسه منهجاً في الوصول إلي الله، ولقبه أحباؤه ومريدوه بـ«سلطان الفرغلي»، وهو الاسم الذي لاتزال تحمله مدينة أبوتيج،
حيث يوجد ضريحه. بعد وفاة الشيخ الفرغلي، لم يكن لديه أبناء يرثون زعامة الطريقة، فانتقلت إلي أبناء أخيه، إذ تولي الخلافة بعده الشيخ محمد عبدالفتاح الفرغلي، الذي حافظ علي منهج وعلم عمه،
وجمع إليه علم السيد أحمد البدوي أحد أقطاب الصوفية الأربعة، ثم أضاف أخوه الشيخ عبدالرحمن فلسفة خاصة لتربية عقول المريدين وفتح قلوبهم للحب الإلهي، لذلك وضع أوراداً جيدة، اهتدي فيها بأوراد السيد البدوي.
وشقت «الفرغلية الأحمدية» طريقها من أبوتيج لتنتشر في أرجاء منطقة أسيوط، ثم توغلت في بقية محافظات الصعيد، وعندما أنشئ المجلس الأعلي للطرق الصوفية،
سجلت في عام ١٨٩٩م، وتوالي عليها مشايخ حتي وصلت إلي العالم الأزهري الشيخ أحمد صبري الفرغلي، الذي ينسب إليه نجاحه في إحياء الطريقة من خلال دروسه في مسجد السلطان الفرغلي، واشتهر كأحد أئمة العصر في أسيوط.
وعندما توفي الشيخ صبري، ورث ابنه أيمن المشيخة، وكان وكيلاً للمعاهد الأزهرية الثانوية، وانتقل من ضريح السلطان الفرغلي بأسيوط إلي القليوبية، وهناك وجد أتباعاً جدداً عاونوه علي نشر الطريقة في الوجه البحري، لكن ظلت أسيوط معقل «الفرغلية» الذين يتواجدون أيضاً بكثافة في سوهاج وقنا وأسوان.
في القليوبية أنشئ مسجد السلطان الفرغلي في عام ١٩٦٥ وكان هذا بداية لانتشار الطريقة في الشرقية والغربية، ومنها إلي القاهرة حيث يوجد المسجد الكبير الذي أنشأته الطريقة في حي عين شمس.
تتميز الطريقة الفرغلية بانفتاحها علي كل الطرق، فهي تقريباً تشارك احتفالات كل الطرق الصوفية، بل يشاركون أيضاً في المناسبات العامة مثل الأعياد القومية للمحافظات وبعض الأعياد الوطنية، إضافة إلي احتفالاتها بالهجرة النبوية ورأس السنة الهجرية ورؤية هلال رمضان.
تنتشر مساجد الفرغلية في معظم محافظات مصر، بعضها أنشأته الطريقة، وبعضها بأموال مريديها، أشهرها ما يحمل اسم «السلطان الفرغلي» في أبوتيج وكفر الشرفا وبنها وطنطا وطوخ وقليوب والزقازيق ومنيا القمح وشبين الكوم وطهطا.